الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
الصحابة وذكرنا" الاختلاف في ذلك هناك.وفيه دليل على أكل السحور وعلى أن الليل كله موضع الأكل والشرب والجماع لمن شاء كما قال الله عز وجل: {وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}.وفي هذا دليل على أن السحور لا يكون إلا قبل الفجر لقوله إن بلالا ينادي بليل ثم منعهم من ذلك ثم أذان ابن أم مكتوم وهو إجماع لم يخالف فيه إلا الأعمش فشذ ولم يعرج على قوله والنهار الذي يجب صيامه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس على هذا إجماع علماء المسلمين فلا وجه للكلام فيه.وأما قول أمية بن أبي الصلت:والشمس تطلع كل آخر ليلة ... حمراء يصبح لونها يتوردفهذا لا على الحقيقة والعرب تسمي الشيء باسم ما قرب منه هذا قول الله عز وجل: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن} الآية وهذا ثم الجميع لا الحقيقي وليست الأشعار واللغات مما يثبت بها شريعة ولا دين ولكنها يستشهد بها على أصل المعنى المستغلق إن احتيج إلى ذلك والله أعلم وبه التوفيق.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 62 - مجلد رقم: 10
|